منتديات واحتي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ترفيهي اجتماعي


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

لقد اكتشفوا الحياة على سطح جارنا الأحمر.. وما دخلنا نحن كعرب!

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

غروب الشمس

غروب الشمس
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى

هل حقا ام البشر هي كوكب الحياة الوحيد؟

لقد اكتشفوا الحياة على سطح جارنا الأحمر.. وما دخلنا نحن كعرب!

خبر اكتشاف الماء بالمريخ كان له وقع الصاعقة لكن ليس على العرب العاجزين عن تحصيل لقمة العيش.



هل من ماء، ومن حياة، بالتالي، على سطح المريخ؟ إنَّه، في معظم عالمنا، وفي عالمنا العربي على وجه الخصوص، سؤال من الأسئلة "الكاسِدة"، ككساد بضاعة، وإنْ لم يكن بالسؤال "الفاسِد"، ككثيرٍ من أسئلتنا وتساؤلاتنا.


الأمر كله لا يعنينا، فثمَّة أمور لا تَشْغُل، ولا يمكنها أن تَشْغُل، ولو اصغر حيِّزٍ من تفكيرنا واهتمامنا، ما دام كل وقتنا وجهدنا (تقريباً) يُسْتَنْفَد في البحث عن لقمة العيش، وما يشبهها من ضرورات العيش اليومي. وهذا إنَّما يعني، على ما اعتقد، أنَّنا لم نلبِّ بعد حاجاتنا الأولية والأساسية بما يُضيِّق المسافة الشاسعة بين عقلنا واهتمامنا وبين هذه الدرجة العليا من الحضارة في جانبها الروحي والفكري.


ما كان افتراضاً واحتمالاً من قبل، وهو وجود الماء (الذي منه يُخْلَق كل شيء حيٍّ) أصبح الآن، أي منذ هبوط مسبار الفضاء "فينيكس" على سطح "الكوكب الأحمر"، في منطقته القطبية الشمالية، في منزلة الحقيقة المؤكَّدة المُثْبَتة التي لا ريب فيها. الآن، أصبح لدينا، أي لدى علماء في "ناسا"، دليلاً قاطعاً على وجود ثلج، أو ماء، على سطح المريخ.


على أنَّ "الخبر"، الذي كان له وقع الصاعقة على العلماء من ذوي الصلة بمهمة المسبار "فينيكس"، ليس خبر اكتشاف الماء، على أهميته، وإنَّما خبر اكتشاف أنَّ تربة المريخ "قلوية" أكثر بكثير ممَّا كان متوقَّعاً، حتى أنَّ أحدهم قال، وقد كان مصاباً بالدهشة والذهول، إنَّ نوع التربة هناك يمكن أن تجده في حديقة منزلك.. إنَّه قلوي، وربَّما يصلح كثيراً لأن تزرع فيه نبات الهليون.


لقد اكتشفوا الآن، في عيِّنة ترابية مرِّيخية، وبفضل الذراع الآلية لـ "فينيكس"، ومختبره الكيميائي، وجود الخصائص والعناصر التي لا بدَّ من وجودها من أجل وجود حياة، وُجِدَت من قبل على سطح المريخ، أو موجودة الآن، ولو في شكل ميكروبات، أو يمكن أن تُوْجَد مستقبلاً.


ومع أنَّ النتائج التي توصَّلوا إليها ما زالت أوَّلية، فإنَّ الاعتقاد بوجود شروط ومقوِّمات (أو بوجود بعضٍ من شروط ومقوِّمات) الحياة، وفي مقدَّمها الماء، على سطح المريخ هو الآن أقوى، وأقوى كثيراً، من ذي قبل، فكوكبنا، كوكب الأرض، الذي طالما تصوَّرناه على أنَّه مركز الكون ومحوره، هو الآن قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد صفة "كوكب الحياة الوحيد" في الكون.


والاكتشاف الأهم، على ما أعتقد، ليس هذا.. ليس وجود الماء، أو شروط ومقوِّمات الحياة، أو الحياة نفسها، على سطح المريخ. إنَّه الاكتشاف الذي بفضله ما عاد جائزاً، أو مقبولاً، من وجهة النظر العلمية، أن ننظر إلى الحياة على أنَّها "ظاهرة أرضية"، أو "ظاهرة كوكبية"، فكوكب الأرض، وأي كوكب آخر، ليس بالموضع الذي فيه أُنْتِجَت، وتُنْتَج، "مادة الحياة"، في عناصرها ومكوِّناتها الأساسية. كوكبنا مع سائر الكواكب التي عَرَفَت، أو يمكن أن تَعْرِف، الحياة، بصورها ودرجاتها المختلفة، ليس في حدِّ ذاته بمُنْتِجٍ للحياة؛ فالعناصر والمكوِّنات الأساسية لـ "مادة الحياة"، أو ما يمكن تسميته "بذور الحياة"، إنَّما جاءته من الخارج، من السماء، من نجوم عملاقة انفجرت، فتناثر في الفضاء ما أنْتَجَتْهُ تلك النجوم من "بذور الحياة"، حتى إذا وَجَدَت "بيئة كوكبية" ملائمة لنموِّها، كـ "البيئة الأرضية"، نمت؛ ولقد ثَبُت وجود الجزيئات الأساسية للحياة كالحامض الأميني في الفضاء.


حتى العناصر الكيميائية الموجودة في الأرض، كالحديد، وكالعناصر الأثقل منه، لا تُنْتَج، ولا يمكن أن تُنْتَج، إلاَّ في بواطن النجوم العملاقة، والتي هي المفاعلات النووية الطبيعية، أو لدى انفجار تلك النجوم. إنَّ تلك النجوم العملاقة هي وحدها المصانع التي تُصْنَع فيها الجزيئات الأساسية للحياة، أو "بذور الحياة"؛ وهي وحدها التي تتولَّى، لدى انفجارها الحتمي، مهمة توزيع ونشر تلك "البذور" في أرجاء الكون والفضاء، فإنْ وَجَدَت تلك "البذور" كوكباً صالحاً لنموِّها نمت.


كانت الأرض من تلك الكواكب (التي لا عدَّ لها ولا حصر). واليوم، عرفنا أنَّ جارنا الأحمر، كوكب المريخ، يمكن أن يكون منها. وغداً، سنعرف كواكب أخرى عَرَفَت، أو تَعْرِف، الحياة؛ وقد نعرف من الكائنات الحيَّة الكونية ما يفوق البشر تطوُّراً.


كانت الأرض، في تصوُّرنا ومعتقدنا، مركز الكون ومحوره قبل أن تبان لنا على حقيقتها. إنَّها الآن، على ما نعلم علم اليقين، نقطة صغيرة في بحر الكون. وكانت الحياة، في تصوُّرنا ومعتقدنا، ظاهرة كوكبية أرضية، أو ظاهرة لا وجود لها إلاَّ في كوكبنا؛ وها نحن نعلم اليوم أنَّها، في "بذورها"، ظاهرة نجمية، وأنَّ الكوكب (الصالح للحياة ككوكب الأرض) ليس سوى "حقْلٍ"، أُلْقِيَت فيه "بذرة سليمة"، فنمت؛ لأنَّه مستوفٍ للشروط "الخارجية" لنموِّها.


ولم يبقَ إلاَّ أن يلقى "سيِّد الكون"، أي الإنسان، المصير نفسه، فغداً، أي بعد عشرات، أو مئات، أو آلاف، السنين قد نكتشف أنَّ الإنسان، على عظمته، اصغر، وأصغر كثيراً، من أن يكون سيِّد الكون، أو سيِّده الأوَّل، أو من سادته الكبار، أو حتى من سادته!


وإلى أن نكتشف تلك الحقيقة المرَّة لا مانع من أن نظلَّ على "غرورنا الكوني"، مستمتعين بوهم أنَّنا روح الكون وعقله، وأنَّ أحداً لا ينازعنا السيادة عليه!

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

مواضيع مماثلة

-

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى