منتديات واحتي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى ترفيهي اجتماعي


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

فؤاده طايح قبله

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1ERGEWRG فؤاده طايح قبله الإثنين أبريل 14, 2008 5:48 am

غروب الشمس

غروب الشمس
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى

شبكة معارف

فؤاده طايح قبله

تتطلب منا الهوية التي نسعى إلى الرقى والحفاظ عليها حد 'مب بس قلبه عليها'، ولكن 'فؤاده طايح قبله'.


في حوار لي مع طالبات يكملن التعليم العالي، وفي عام تشبع بدراسات ومقالات ومبادرات وشعارات تهتف بترسيخ الهوية الوطنية سألتهن: ما هو المقصود بـ "فؤاده طايح قبله". وتسارعت الشابات إلى إبراز مهاراتهن اللغوية وتمكنهن من اللهجة المحلية وما تشابك في تفاصيلها، هتفن واحدة تلو الأخرى "قلبه ضعيف"، "يصيح بسرعة"، "حساس"، "ما يهتم بالآخرين"، "عنيد"... الخ.

لقد أخفقن جميعهن (180 طالبة) في معرفة المقصود بهذا المصطلح المحلي الذي يعني وصفاً للشخص الفطين أو اللبيب.

وكالعادة لكل صدفة تداعيات، لذا زرت مفهوم المواطنة والوطنية والهوية وكيف تنصهر عواملها في مؤسسة حياتنا اليومية، فيوم الجمعة عيد المسلمين يجمعنا لتبادل الأخبار وترسيخ اللغة وتجديد القيم والمبادئ. حيث إنه بعد أن غيّب الموت والدي اتسعت في قلبي فجوة أثارت الرعب والهلع، فلقد سُرقت الأرض من تحت أقدامنا كاسرة واجتثت الجذور، فلا رافد نستسقي منه ممارسات الرعيل الأول، لذا قررت أن أخصص ما لدي لهذا الجيل، فيكون لجيلنا وفاء بالعهد للاستمرارية وتواصل الأجيال؛ فجعلت حضور أفراد أسرتي ضرورياً وإجبارياً في هذا اليوم، لتناول وجبة الغداء وعلى من تغيب أن يأتي بعذر مقبول أو رسالة من طبيب.

إن إصراري ينبعث من حرصي على تفعيل أدوار أفراد العائلة وتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم، والأهم من هذا كله صقل مهارات التفكير لديهم وحثهم على تعلم -بالملاحظة والتأمل والإرشاد - أساليب التحية والحوار والاحترام وحتى كيف يبلح السمك (يخرج منه العظم) للأشخاص الكبار ويقدمونه لبعضهم البعض أو لزوارهم.

إن هذا التفاعل يرسخ المودة والألفة، ومن مخرجاته الحلم والفهم والسمع والتغاضي والتفاوض والتراحم والترابط والكرم والإيثار.

وطرحت على طالباتي كيفية مسايرة ممارساتنا لمبادئ حديثة، تكون مثيرة وباهرة عندما يأتي بها "الخبراء الأجانب"، فلو نظرنا إلى "حفلة الزفاف" وكيفية إدارتها لأدركنا عمق تلك الهوية وتشابكها مع ذواتنا. فالحفلة تقوم أساساً على مبدأ "النتيجة محور التركيز"، فتقسم المهام وتوكل المسؤوليات (ترتيب الكوشة والفندق وبطاقات الدعوة والورد والأكل والحلوى والعطر والمحنية ...الخ) على أفراد العائلة، ويسمى ذلك "التخطيط والتنسيق"، وعندما توزع العائلة بطاقات الدعوة يكون ذلك "تسويقاً"، ثم تأتي ليلة الزفاف فيعمل أفراد العائلة بروح "الفريق"، فيرحبون بضيوفهم ويضمنون راحتهم وجلوسهم في طاولات ذات مواقع استراتيجية كـ "خدمة العملاء"، ثم تقوم العائلة بتعريف معازيمهم ببعضهم البعض، فتنشأ "شبكة معارف" ويعمل الفريق كالنحل بلا كلل أو ملل سعياً وراء النتيجة المرجوة. وفي اليوم التالي يجتمع أفراد الأسرة لـ "تقييم" الحفلة وطرح "المقترحات والتوصيات" للرقي بمعايير الجودة في أفراح قادمة.

باختصار تتطلب منا هذه الهوية التي نسعى إلى الرقى والحفاظ عليها حد "مب بس قلبه عليها"، ولكن "فؤاده طايح قبله".

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى