ناموا تصحوا
التمرد على 'الجنرال نوم' يهدد سلامة القلوب والعقول
باحثون من مؤسسة 'النوم القومية الأميركية' يؤكدون أن السهر يضعف الإنتاجية ويثقل كاهل الاقتصاد.
حاول الباحثون والعلماء على مر العصور البحث في أهمية النوم، كما تساءلوا لماذا نقضي ثلث حياتنا بلا حراك، إلا أنهم لم يحصلوا على جواب شاف. وإن كان البعض قد نجح في الكشف عن بعض فوائد النوم عند الإنسان، إذ أظهرت الدراسات أن النوم ضروري للمحافظة على المهارات الإدراكية للفرد، وهي ما يرتبط بالذاكرة، التكلم والتفكير، فإن النوم لا يزال يشكل لغزاً غامضاً للمختصين.
وبرجح باحثون في هذا المجال، أن يكون سبب هذه الراحة الإجبارية، هو إراحة الجسد والتقليل من الطاقة التي يصرفها، بالرغم من أن مقدار الحريرات التي يوفرها النوم، ويحول دون صرفها قد لا يتجاوز مقدار الحريرات التي يكتسبها الفرد من تناول قطعة صغيرة من الخبز المحمص.
عدد ساعات النوم سمة فردية بين الأشخاص
يتساءل الكثير من الأشخاص عن عدد ساعات النوم التي يحتاجها كل منهم، إلا أن خبراء من "مؤسسة النوم القومية" في الولايات المتحدة الأميركية، يعتقدون بأنه لا يوجد رقم سحري لعدد ساعات النوم لكل شخص، إذ يتفاوت مقدارها بحسب طبيعة الشخص، لتشكل إحدى سماته الفردية.
ويشير هؤلاء المختصون إلى عاملين أساسيين لتحديد عدد ساعات النوم اللازمة لكل شخص وهما، الحاجة للنوم، وهي مقدار الساعات التي لا بد للفرد أن يحصل عليها بشكل منتظم ومتكرر، والتي تقدر للبالغين بنحو سبع أو ثمان ساعات، ومقدار ساعات النوم الفائتة، وهي الساعات التي حرم منها في ليالي سابقة، بسبب اكتسابه عادات غير صحية كالسهر، أو نتيجة إصابته بمرض ما.
ويجد بعض الخبراء في هذا المجال، أن ما ينقص من ساعات النوم في يوم ما، هو دين عليك لجسدك لا بد من سداده، حتى تجنبه عواقب هذا الحرمان. إلا أن آخرين يرون بأن ما فات لا يمكن تعويضه، إذ يعاني الفرد من اختلالات في النوم خلال الأيام اللاحقة.
السهر يضعف الإنتاجية ويثقل كاهل الاقتصاد
فيما يعتقد البعض بأن السهر مسألة شخصية ترتبط بظروف الفرد، وقدرته على البقاء مستيقظا ًخلال ساعات خصصت للنوم، وذلك للقيام بنشاط اجتماعي أو مشاهدة برنامج ما، يرى بعض الخبراء الاقتصاديين أن "السهر" عند الأفراد، قد يؤدي إلى خسائر مادية على المستوى الوطني، فهو يسرق منهم عدد من ساعات الراحة، ليتوجهوا صباحاً إلى وظائفهم كسالى، ويباشروا أعمالهم وهم يشعرون بالإجهاد، كما قد يباغتهم النوم في ساعات العمل بشكل قسري، فيؤثر ذلك سلباً على أدائهم الحركي وقدرتهم على التركيز، ما يتسبب بخفض إنتاجية الفرد.
وفي هذا السياق أظهرت دراسة استطلاعية أجرتها مؤسسة النوم الوطنية، في الولايات المتحدة الأميركية، أن نحو ثلث العاملين هناك، وفقاً لحجم العينة، يتعرضون لنوبات من النوم أو يصابون بالنعاس خلال ساعات العمل.
من جانب آخر، يرى خبراء أن انتشار عادة السهر بين أفراد المجتمع، يمكن أن تتسبب في حرمانهم من النوم الطبيعي، فيكونوا عرضة للمعاناة من الأرق واضطرابات النوم، فيضيف ذلك عبئاً إضافياً على الاقتصاد الوطني، بما سيُدفع من تكاليف علاجية لهذا الغرض.
الحرمان من النوم يهدد سلامة القلوب والعقول
وبحسب رأي أطباء من كلية بايلور للطب، فإن الحرمان من النوم والتمرد على سلطانه، يعرض الشخص للعديد من الأمراض، ويرفع من مخاطر إصابته بأمراض القلب، كما يؤثر بشكل سلبي على صحته النفسية.
ويقول الدكتور "شيام سوبراميانيان"، الأستاذ المساعد من الكلية، بأن نقص النوم قد يؤدي إلى حدوث اختلالات في أعضاء الجسم المختلفة، كالدماغ والقلب، حيث يسهم في معاناة الفرد من التوتر، الاكتئاب وتأثر الذاكرة المؤقتة، علاوة على ارتفاع مخاطر إصابته بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية.
ويوضح "سوبراميانيان" بأن الجسم يفرز هرموني الكورتيزول والليبتين خلال مرحلة النوم العميق، فينظم الأول وظائف الجهاز المناعي، كما يضبط مستويات الجلوكوز في الدم، فيما يتحكم الأخير بشهية الفرد، لذا فإن الحرمان من النوم يرفع من مخاطر إصابة الأفراد بداء السكري، ومعاناتهم من السمنة.
و يحذر الأطباء من بعض الأعراض التي قد تظهر على الفرد، إن كان يعاني من نقص النوم، كالشعور بالإعياء، وعدم القدرة على مقاومة نوبات النوم التي تهاجمه أثناء النهار، هذا إلى جانب المعاناة من صعوبة في النوم ليلاً، حيث تعتبر علامات تدق ناقوس الخطر، محذرة من التمادي في إهمال فترات النوم، حتى لا تدفع القلوب والعقول ضريبة ذلك.
التمرد على 'الجنرال نوم' يهدد سلامة القلوب والعقول
باحثون من مؤسسة 'النوم القومية الأميركية' يؤكدون أن السهر يضعف الإنتاجية ويثقل كاهل الاقتصاد.
حاول الباحثون والعلماء على مر العصور البحث في أهمية النوم، كما تساءلوا لماذا نقضي ثلث حياتنا بلا حراك، إلا أنهم لم يحصلوا على جواب شاف. وإن كان البعض قد نجح في الكشف عن بعض فوائد النوم عند الإنسان، إذ أظهرت الدراسات أن النوم ضروري للمحافظة على المهارات الإدراكية للفرد، وهي ما يرتبط بالذاكرة، التكلم والتفكير، فإن النوم لا يزال يشكل لغزاً غامضاً للمختصين.
وبرجح باحثون في هذا المجال، أن يكون سبب هذه الراحة الإجبارية، هو إراحة الجسد والتقليل من الطاقة التي يصرفها، بالرغم من أن مقدار الحريرات التي يوفرها النوم، ويحول دون صرفها قد لا يتجاوز مقدار الحريرات التي يكتسبها الفرد من تناول قطعة صغيرة من الخبز المحمص.
عدد ساعات النوم سمة فردية بين الأشخاص
يتساءل الكثير من الأشخاص عن عدد ساعات النوم التي يحتاجها كل منهم، إلا أن خبراء من "مؤسسة النوم القومية" في الولايات المتحدة الأميركية، يعتقدون بأنه لا يوجد رقم سحري لعدد ساعات النوم لكل شخص، إذ يتفاوت مقدارها بحسب طبيعة الشخص، لتشكل إحدى سماته الفردية.
ويشير هؤلاء المختصون إلى عاملين أساسيين لتحديد عدد ساعات النوم اللازمة لكل شخص وهما، الحاجة للنوم، وهي مقدار الساعات التي لا بد للفرد أن يحصل عليها بشكل منتظم ومتكرر، والتي تقدر للبالغين بنحو سبع أو ثمان ساعات، ومقدار ساعات النوم الفائتة، وهي الساعات التي حرم منها في ليالي سابقة، بسبب اكتسابه عادات غير صحية كالسهر، أو نتيجة إصابته بمرض ما.
ويجد بعض الخبراء في هذا المجال، أن ما ينقص من ساعات النوم في يوم ما، هو دين عليك لجسدك لا بد من سداده، حتى تجنبه عواقب هذا الحرمان. إلا أن آخرين يرون بأن ما فات لا يمكن تعويضه، إذ يعاني الفرد من اختلالات في النوم خلال الأيام اللاحقة.
السهر يضعف الإنتاجية ويثقل كاهل الاقتصاد
فيما يعتقد البعض بأن السهر مسألة شخصية ترتبط بظروف الفرد، وقدرته على البقاء مستيقظا ًخلال ساعات خصصت للنوم، وذلك للقيام بنشاط اجتماعي أو مشاهدة برنامج ما، يرى بعض الخبراء الاقتصاديين أن "السهر" عند الأفراد، قد يؤدي إلى خسائر مادية على المستوى الوطني، فهو يسرق منهم عدد من ساعات الراحة، ليتوجهوا صباحاً إلى وظائفهم كسالى، ويباشروا أعمالهم وهم يشعرون بالإجهاد، كما قد يباغتهم النوم في ساعات العمل بشكل قسري، فيؤثر ذلك سلباً على أدائهم الحركي وقدرتهم على التركيز، ما يتسبب بخفض إنتاجية الفرد.
وفي هذا السياق أظهرت دراسة استطلاعية أجرتها مؤسسة النوم الوطنية، في الولايات المتحدة الأميركية، أن نحو ثلث العاملين هناك، وفقاً لحجم العينة، يتعرضون لنوبات من النوم أو يصابون بالنعاس خلال ساعات العمل.
من جانب آخر، يرى خبراء أن انتشار عادة السهر بين أفراد المجتمع، يمكن أن تتسبب في حرمانهم من النوم الطبيعي، فيكونوا عرضة للمعاناة من الأرق واضطرابات النوم، فيضيف ذلك عبئاً إضافياً على الاقتصاد الوطني، بما سيُدفع من تكاليف علاجية لهذا الغرض.
الحرمان من النوم يهدد سلامة القلوب والعقول
وبحسب رأي أطباء من كلية بايلور للطب، فإن الحرمان من النوم والتمرد على سلطانه، يعرض الشخص للعديد من الأمراض، ويرفع من مخاطر إصابته بأمراض القلب، كما يؤثر بشكل سلبي على صحته النفسية.
ويقول الدكتور "شيام سوبراميانيان"، الأستاذ المساعد من الكلية، بأن نقص النوم قد يؤدي إلى حدوث اختلالات في أعضاء الجسم المختلفة، كالدماغ والقلب، حيث يسهم في معاناة الفرد من التوتر، الاكتئاب وتأثر الذاكرة المؤقتة، علاوة على ارتفاع مخاطر إصابته بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية.
ويوضح "سوبراميانيان" بأن الجسم يفرز هرموني الكورتيزول والليبتين خلال مرحلة النوم العميق، فينظم الأول وظائف الجهاز المناعي، كما يضبط مستويات الجلوكوز في الدم، فيما يتحكم الأخير بشهية الفرد، لذا فإن الحرمان من النوم يرفع من مخاطر إصابة الأفراد بداء السكري، ومعاناتهم من السمنة.
و يحذر الأطباء من بعض الأعراض التي قد تظهر على الفرد، إن كان يعاني من نقص النوم، كالشعور بالإعياء، وعدم القدرة على مقاومة نوبات النوم التي تهاجمه أثناء النهار، هذا إلى جانب المعاناة من صعوبة في النوم ليلاً، حيث تعتبر علامات تدق ناقوس الخطر، محذرة من التمادي في إهمال فترات النوم، حتى لا تدفع القلوب والعقول ضريبة ذلك.
